نواحي سكك الحديدية ...وجهة للمنحرفين

أضحت السكك الحديدية عبر العاصمة وضواحيها، قبلة متعاطي المخدرات ومستهلكي المشروبات الكحولية بحثا منهم عن نشوة على صوت القطار الذي يترك وراءه جوا يبعث فيهم الشعور بالحرية، بعدما كانت وجهتهم لترجمة هذه الأفعال شواطئ البحر سابقا والتمتع بزرقته وهي الغاية التي لا تضمنها أماكن أخرى، فانتهكوا بتلك الممارسات المشينة حرمة المسافرين وحتى سكان تلك المناطق غالبا ما يتطور الأمر إلى مغارك دامية بعد فقدان الوعي.

فصارت بهذا حتى محطات النقل بالسكة الحديدية تشكل مصدر خطر على العائلات التي تقصدها من أجل التنقل، إلا أنها تصطدم بتلك السلوكات، ناهيك عن غياب الاحترام وانتشار الكلام الخادش للحياء الذي يتفوه به بعض المنحرفين وبذلك يخرقون حياء العائلات التي تجد نفسها مجبرة على التظاهر بعدم السماع، فرغم وجود دوريات الأمن التابعة للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، إلا أن عديد المحطات تبقى تفتقد لمعيار الأمن بسبب انتشار اللصوص وكذا متعاطي المخدرات الذين يتسللون وسط المسافرين ويختفون وراءهم للقيام بأفعالهم الدنيئة التي تعدت مخالفة النظام العام لتصل إلى التحرش بالفتيات والسرقة في الكثير من الأحيان.

تحولت محطات النقل بالسكك الحديدية بولاية الجزائر العاصمة إلى أوكار للمنحرفين الذين يقصدونها وبحوزتهم المشروبات الكحولية وكذا بعض أنواع السموم والمهلوسات والمؤثرات العقلية مما يهدد سلامة المسافرين الذين كثيرا ما يتعرضون للسرقة والاعتداء من قبل هؤلاء الدخلاء على المنطقة.

فبعد أن كانت ممارساتهم تتم بعيدا عن الأعين وراء القطارات القديمة المعطلة، تغلغلوا في السنوات القليلة الأخيرة بأفعالهم تلك وسط المسافرين، الأمر الذي تحول إلى مصدر إزعاج وخوف في الكثير من الأحيان حيث باتوا يفرون من تلك الأمكنة في لمح البصر خوفا من تطور الوضع إلى ما لا يحمد عقباه مع أناس منحرفين حملوا شعار العنف والأفعال المنحرفة.في هذا الصدد، قامت «المحور اليومي» بجولة ميدانية لعديد المحطات الرابطة بين الجزائر (الثنية - العفرون) لاستطلاع آراء المواطنين حول هذه الظاهرة التي أخذت تتنامى بشكل ملحوظ وذلك إثر الكلام المتداول عنها بكثرة في أوساط المسافرين. هو ما أكده لنا بعض المسافرين الذين صادفتهم «المحور اليومي» على متن القطار الرابط بين الجزائر العاصمة والثنية، بحيث أجمع الكثير منهم على أن هذه الظاهرة هي في حد ذاتها خطرة وتدعو للقلق، حيث إرتأوا أن اختلاط بعض المنحرفين بالمسافرين يثير استياءهم كثيرا، بحيث تأتي جماعات من الشباب ويتجمعون حول طاولة مصنوعة من الخشب ودلو ويبدأون في ممارسة أفعالهم المخزية كشرب الخمور علنا أو حتى تناولهم سجائر محشوة بالمخدرات أمام مرأى المسافرين، ما يثير استغرابهم.

ايناس إبتسام