اللوحات الإلكترونية تفلس الأولياء
- khootwaa
- 29 janv. 2016
- 3 min de lecture

تعرف سوق الهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية إقبالا كبيرا للعائلات الجزائرية حيث باتت من الضروريات المكملة لحياتهم اليومية رغم ارتفاع أسعارها.فثورة
المعلوماتية الحديثة التي يشهدها العالم، فرضت عليهم مواكبة التطور. غير أن هذه الأجهزة التقنية الحديثة تحولت في كثير من الأحيان إلى وسيلة تلهي الأطفال وجعلتهم يعيشون في عالم افتراضي، لا يستطيعون الاستغناء عنها مما شكل لهم إدمانا عليها لما تتوفر عليه من تطبيقات متطورة، وهو ما يثير مخاوف الأولياء من آثارها السلبية على أبنائهم، خاصة وأن الكثير من المختصين يحذرون من اقتنائها.
هم أطفال صغار أدمنوا على هذه الأجهزة التي استولت على عقولهم، فالتحدث معهم أصبح لا يجدي نفعا، تحاول أن تشغل عقولهم أو تبعد نظرهم المتعلق بشاشة الكمبيوتر ولو قليلاً دون جدوى… مبرمجين عقلياً ونفسياً ومقيدين حركياً. إنها التقنية الحديثة التي تشجع الطفل على العيش في عالم افتراضي لا يمت لواقعه بصلة، يعيشون في عزلة غرفهم مستمتعين بهذه الأجهزة دون رقيب، يتنازلون عن أجمل مراحل حياتهم ويضحون بصحتهم وراحتهم دون وعي منهم بالعواقب المترتبة عن ذلك، حتى أصبحت أحاديثهم مملة وليست عفويه، يتكلمون فقط بلغة الآيباد والآيفون وألعاب الفيديو.
أولياء مرعوبون من أثارها المدمرة على أبنائهم
أضحت الأجهزة التقنية الحديثة الشغل الشاغل للأولياء، بل وصلت في أحيان كثيرة إلى هاجس يومي يؤرقهم وهم يرون أطفالهم الصغار منكبين على وسائل الاتصال الحديثة الآيباد والآيفون الذكية وغيرها من الأجهزة الأخرى، مما ينعكس سلبا عليهم وعلى مردودهم الدراسي. بهذا الخصوص قال لنا محمد، الذي يبدو قلقا كثير على ابنه الصغير البالغ من العمر 8 سنوات، إنه لا يفارق جهاز الآيباد مما أثر عليه سلبا وأصبح منعزلا على العائلة نظرا لإدمانه المفرط عليه والذي بات من الصعب حرمانه منه. كما أضافت السيدة نبيلة، أنها عودت ابنها الصغير الذي يبلغ من العمر 3 سنوات على جهاز الآيفون والآن هي في حيرة من أمرها، كيف تتدارك الأمر، لأنه يبحث عنه في كل وقت مما سبب لها خوفا كبيرا وتخوفا من انعكاساته السلبية عليه.
العنف والعصبية وفقدان الشهية... سلبيات الظاهرة
يحذر المختصون في علم النفس من الآثار السلبية الناجمة عن الاستعمال المفرط للأجهزة الذكية التي بات الإقبال عليها يؤثر بشكل سلبي على سلوك الأطفال، لاسيما في الجوانب الفكرية والتربوية، حيث يلاحظ الأولياء أن أطفالهم متأخرون عن أقرانهم في الكلام والتعامل مع الغير، ولا يحسنون نطق الكلمات بلغة مفهومة، ليست لديهم شهية للطعام، عنيفون، وعصبيو المزاج، وغير قادرين على الاندماج ومشاركة أقرانهم الألعاب. وعلى الرغم مما توفره هذه التقنية الحديثة من أمور ينتفع بها الفرد، إلا أن لها آثارها السلبية التي انعكست على حياة الناس، وصلت حد تدمير حياة بعضهم، لما تحتويه من تطبيقات وبرامج وألعاب فيها الصالح والطالح. هذه الأجهزة توفر بيئة لحاملها تأخذه وتذهب به بعيدا عن الواقع الذي يعيشه، حتى يدخل أحياناً في حالة انفصال عن المجتمع لا يكاد يشعر بمن حوله، وهو واقع مرير تعاني منه كثير من الأسر والمجتمعات وتفاقم حتى وصل إلى حد الكارثة لدى بعض الأفراد. ولتفادي مثل هذه السلبيات على الأجيال وجب على الأولياء أداء دورهم في التوجيه والترشيد وتوعيه أبنائهم بكيفية التعامل واستعمال هذه الأجهزة ومراقبة ما تحتويه والاستفادة من إيجابياتها وتخطي سلبياتها، خصوصا إذا علمنا ما تعج به مواقع الإنترنت مواقع ضررها أكثر من نفعها. لذا على الأولياء تحديد فترات لأبنائهم للاتصال واستعمال الأجهزة وتخيّر المواقع المفيدة بالنت، والحذر مما قد يضر بالأبناء لحماية الأبناء من سوء استعمال هذه التقنيات الحديثة. من جهة أخرى، قد يسبب تعلق الطفل بالوسائل التكنولوجية الحديثة، إذا لم يتم توجيهه، عزلة اجتماعية تؤثر بالتالي على اكتسابه مهارات التواصل الفاعل والذي يعتبر متطلباً أساسياً لنجاحه المهني. في ذات السياق، أكد أطباء الأطفال أن الاستخدام المفرط للوسائل التكنولوجية له مخاطره الصحية على صحة الطفل، فالإجهاد المتواصل لعضلات العينين التي تعكسها الإشعاعات بشكل مكثف ومستمر قد يؤثر في قوة الإبصار. كما أن الإجهاد يمتد إلى بقية عضلات الجسم بما يؤثر على العمود الفقري للطفل جراء الجلسة غير الصحية، بالإضافة إلى أن الجلوس لساعات طويلة يسبب السمنة ومرض السكري لقلة الحركة. كما أكد علماء الاجتماع من جهتهم، أن إفراط الأطفال في استخدام الأجهزة الإلكترونية، لاسيما الآيباد، قد يكون له تأثيرات على الحالة النفسية والاجتماعية للطفل، مشددين على ضرورة تبني الأسر طرقا إيجابية للتعامل مع أطفالهم لتجنب إدمانهم عليها.
Σχόλια