الطفل بين متلازمة تغير المربية والمسكن
- khootwaa
- 29 janv. 2016
- 2 min de lecture

بعد التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعرض لها المجتمع الجزائري خلال السنوات الأخيرة، وأثرت على الأسرة الجزائرية، خاصة بعد أن
ازدادت نسب المرأة العاملة ما دفع الأهل إلى أخذ أولادهم إلى المربيات التي تختلف مستوياتهن عن عائلة الطفل ما يختلط عليه الأمر، بالإضافة الى مناطق الإقامة التي ينشأ فيها الطفل، ومع ذلك تختلف أنماط الأسرة وعلاقتها الاجتماعية والمستوى الحضري كما تختلف أنماط الأسرة الحضرية، وتنقسم إلى فئات عديدة تبعا لعوامل عديدة مثل المهنة، ومستوى الدخل، ودرجة الثقافة والوعي، ودرجة التدين، كل هذه الأمور تؤثر على الطفل عند اختلاطه بأطفال من أقرانه
ليسوا من مستواه.
إن الطفل يتأثر كثيرا بالأشخاص المحيطين به والذين يقضي معهم أوقات طويلة، لذا نجده يقلدهم ولديه الفضول الزائد في اكتشاف كل شيء مجهول، خاصة في السنوات الخمس الأولى التي تتشكل فيها شخصية الطفل، لهذا تلعب الأسرة دورا كبيرا في تربية الطفل وجعله يتأقلم مع كل من حوله وتكسبه معرفة مدى أثر الأسرة على المجتمع. لكن خلال السنوات الأخيرة ومع التطور أهملت الكثير من الأسر الجزائرية أولادها، خاصة بعد أن باتت بعض الأمهات العاملات تأخذ أطفالهن إلى الحضانة والمربيات التي تختلف ثقافتهن ومستواهن عن ما يجده في بيته وعائلته، فحتى المربية التي تشرف على تربية الطفل قد تكون غير مناسبة لتربية أطفال فهي نفسها ربما تكون ضائعة بين تفكيرين، حائرة بين ثقافتين، ولا تستطيع نقل الثقافة التي ينتمي لها الطفل، وهذا يتسبب في انتقال عدوى المفاهيم إلى البيوت، فالمربية هي التي تختار ملابس الأطفال خاصة البنات، وهي التي تؤثر عليهن في نظرتهن إلى الحجاب والأزياء، وغير ذلك من الآداب والأخلاق، وهنا يكمن خطر المربية لأنها غالبا تكون ملازمة لمثل هذه الفئة، وبعض الأطفال يتعلقون بالمربيات كثيرا حتى أكثر من الأم بسبب تواجدها معهم طول الوقت ورعايتها لهم، فقد تكون الأم عاملة وتترك المربية مع أطفالها دون أي رقابة، وتزداد خطورة المربية في تدخلها في عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء، حيث أن لهذه المربيات عادات وتقاليد، ودين، وثقافة، ولغة، تختلف تماما عما هو سائد في الأسرة التي ينتمي لها الطفل، مما يؤثر سلبا على سلوكات وتصرفات الأبناء من خلال ملازمتهم لهن معظم الوقت، وقد يتعدى ذلك إلى التعلق بهن أكثر من أمهاتهم .
تغير السكن المتواصل يؤثر على نفسية الطفل
حتى مشكل غياب السكن يؤثر سلبا على الطفل ونفسيته، خاصة بالنسبة للعائلات التي لا تملك مسكنا خاصا والتي تغير المسكن من منطقة لأخرى حسب عقد الاستئجار، خاصة إذا كان الطفل في سن السبع سنوات وأكثر إذا كان يدرس، هذا الأمر يؤثر عليه، خاصة إذا كان متعلقا بالمنطقة والأشخاص الذين يقطنون فيها، وهذا ما قالته سلمى التي تبلغ 13 سنة: «كبرت وترعرعت في عين النعجة، كنا نستأجر بيتا هناك، درست وكبرت هناك، كل أصدقائي كانوا من تلك المنطقة، إلا أن والدي اشترى منزلا في الحراش لم تعجبني المنطقة، ما جعلني أشعر بالتوتر والقلق وأحس كأني دخيلة في المدرسة التي أدرس فيها فتراجعت دراستي وأصبحت أتشاجر كثيرا مع أمي وأرجع كل اللوم على أهلي».
Comments